تختلف الآراء بين المستثمرين عمّا إذا كان التضخّم مؤقتاً. توقّع صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير عن "مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي" عودة التضخّم في معظم البلدان في 2022 إلى مستويات ما قبل الجائحة[1]، لكن الغموض لا يزال مرتفعا. فكيف يحدّ المستثمرون من مخاطر التضخّم، وما دور مديري الثروات في مثل هذه البيئة؟
التضخّم ببساطة هو ارتفاع سعر السلع والخدمات حسب ديناميكيّات العرض والطلب وقد يؤثر على سلع وخدمات معينة أو مجموعة كبيرة منها. ينتج التضخّم في الطلب عن ارتفاع الطلب على مجموعة كبيرة من السلع والخدمات، غالباً ما يرتبط بتوسّع اقتصادي أو سياسة ماليّة توسعيّة تعزز التوظيف والأجور في كامل الاقتصاد. في مثل هذه الأوقات، يسهل الحصول على قرض فتزيد الأموال عند المستهلكين ويتعزّز الطلب. كما قد يهرع المستهلكون إلى شراء منتجات قبل ارتفاع أسعارها أكثر.
يحدث تضخّم التكاليف عند ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة ارتفاع الأجور وأسعار المواد الخام. يبقى الطلب على السلع ثابتاً رغم انخفاض العرض بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج. وتمرر التكاليف الإضافيّة إلى المستهلكين بزيادة أسعار السلع النهائيّة.
ليس التضخّم سيئاً للجميع. مثلاً، تتحسّن قدرة خدمة الدين للمقترضين بسعر فائدة ثابت بينما ترتفع إيراداتهم نتيجة التضخّم، في حين تنخفض عائدات المُقرضين بسعر فائدة ثابت. وفي الوقت نفسه، تنخفض أرباح المقترضين بفائدة معوّمة لو لم يستطيعوا تمرير ارتفاع خدمة الدين إلى عملائهم.
تتحكّم البنوك المركزيّة بأسعار الفائدة لإدارة التضخم، فترفع أسعار الفائدة عند ارتفاع التضخّم وتخفضها عند انخفاضه. ويؤثر ذلك بأسعار صرف العملة إذ تضعف العملات مرتفعة الفوائد أمام العملات منخفضة الفوائد، مما يرفع سعر الواردات ويخفض سعر الصادرات. ويزيد ضعف العملة من تنافسيّة أسعار الصادرات في التجارة الدوليّة كما يجذب الاستثمارات الأجنبيّة. تحمي هذه الآليّة العملات الضعيفة تلقائياً، وتسمح لها بالتعافي مع الوقت.
يُخطط المستثمرون للتضخّم بالاستثمار في فئات الأصول التي يتفوّق أداؤها في بيئة تضخميّة. مثلاً، ترتفع التدفقات النقدية من استثمارات البنية التحتية والعقارات مع التضخم كما ترتفع قيمتها. وتُعدّ الأعمال التي لا تحتاج كثافة في رأس المال، كشركات التكنولوجيا والإعلام وخدمات الاتصالات اللاسلكيّة، من القطاعات الرابحة لارتفاع عوائدها في بيئة تضخميّة. كما تتمتع الديون بأسعار فائدة معوّمة بحماية أكبر بفضل ارتباط عوائدها بالتضخّم.
في الماضي، كانت السلع (كالذهب) والأصول الطبيعيّة الأخرى (العقارات والبنية التحتيّة) تُوفّر وقاية جيّدة من التضخّم. كما تنتعش أسعار الأسهم في بيئة معتدلة التضخّم. فقد تفوّق أداء صناديق الاستثمار العقاري مثلاً على السوق في 67% من الوقت مع متوسّط عوائد معدّلة حسب التضخم بنسبة 4,7%.[2]
نجحت هذه الاستراتيجيّات في الظروف السائدة حينها، ولكنّها قد لا تعد ملائمة في الوضع الحالي. يساعدكَ مدير الثروات المناسب على تصميم استراتيجيّة استثماريّة تلائمكَ وتحمي ثروتكَ من التضخّم وتحقّق عوائد أعلى من المعدل.
تواصل مع The Family Office للاطلاع على المزيد عن حلول استثمارية تقاوم التضخم وتحمي ثروتكَ وتنمّيها.
[1] https://www.imf.org/ar/Publications/WEO/Issues/2021/07/27/world-economic-outlook-update-july-2021
[2] Which equity sectors can combat higher inflation? - Schroders global - Schroders
تحدث مع خبرائنا الاستثماريّين أو اكتشف منصتنا الرقمية من دون أيّ التزامات